انه رابح ماجر
في الوقت الذي كانت كل التوقعات والترجيحات تؤكد انتقال النجم الجزائري رابح ماجر إلى نادي بايرن ميونيخ الألماني لارتداء ألوانه بدءاً من الموسم المقبل, فوجئت أوساط الكرة الأوروبية بانتقاله إلى نادي "الإنتر" الإيطالي لقاء مبلغ 4 ملايين دولار أمريكي, وبموجب عقد مدته ثلاث سنوات يبدأ في موسم 1989 – 1988 وينتهي في موسم 1991 – 1992 .
وبانتقاله إلى نادي الإنتر أصبح ربح ماجر أول لاعب كرة عربي وجزائري يلعب في " أجمل دوري في العالم " مع المشاهير من نجوم الكرة العالميين أمثال مارادونا, وغوليت وكاريكا وفوللر وفان باستن وغيرهم.
" صفقة مزدوجة للإنتر "
وكادت قضية انتقال رابح ماجر تسبب في مشاكل عدة بي نادي بورتو البرتغال الذي يملك حق التصرف في بيعه, ونادي بايرن ميونيخ الألماني الذي سبق واتفق خطياُ مع بورتو بشأن انتقال ماجر إليه في الموسم المقبل.
إذ عندما أوشك الموسم كرة القدم في المانيا على الانتهاء, فوجئ نادي بايرن ميونيخ
بأنباء تتحدث عن اتصالات تجري بين بورتو وأندية أخرى لبيع ماجر إلى أحد هذه الأندية, مما حدا بايرن إلى التلويح بمقاضاة نادي بورتو, وإيصال القضية إلى الاتحاد الأوروبي في حال تصرفه باللاعب ماجر, باعتبار انه صاحب حق في الحصول على استغناءه استناداً للعقد الموقع بينه وبين بورتو في شهر تشرين الأول عام 1988 الماضي.
ويبدو أن نادي "الإنتر" الإيطالي الذي كان على اتصالات دائمة ببايرن ميونيخ لشراء لاعبه لوثار ماثيوس اخذ حل هذه القضية على عاتقه, حيث نجح في الحصول على موافقة بايرن ميونيخ بالتخلي عن ماجر, وبذلك حقق "الإنتر" صفقة مزدوجة بشراء ماثيوس وماجر, حيث دفع مبلغ 4 ملايين دولار لنادي بايرن لقاء انتقال ماثيوس, ومثلها إلى نادي بورتو البرتغالي لقاء انتقال رابح ماجر.
" فالنسيا عاملني كظاهرة "
وكان ماجر قد أمضي فترة ستة أشهر بالإعارة مع نادي فالنسيا الأسباني وبعد خلافات مستحكمة بينه وبين بورتو وصلت إلى حد إهماله ووضعه على مقاعد الاحتياطي ومنعه من اللعب للمنتخب الجزائري برغم الإنجازات الكبيرة التي حققها ماجر لبورتو.
وقد وجد ماجر في انتقاله إلى فالنسيا فرصة للتنفس والشعور بالحرية بعدما كان مقيد الأغلال في نادي بورتو الذي يحكمه رئيس ديكتاتوري ومدرب متسلط ويقول ماجر عن الفترة التي قضاها مع فالنسيا, لقد عشت أياماً حلوة مع هذا النادي ولم ينتقد أحد أسلوبي في اللعب, ووجدت حفاوة بالغة من الجميع بالرغم أني مسلم وأحمل القرآن, وقد عاملني الشعب الأسباني وكأني ظاهرة, وساعدني رفاقي في كل الأوقات, كما شجعني مدرا الفريق.
ولم يندم ماجر على انتقاله إلى فالنسيا برغم عدم نجاحه في تحقيق هدفه وهو إيصال الفريق إلى مركز في الكؤوس الأوروبية, وقد وطد صداقات متينة مع أفراد الفريق مما أسهم في سرعة تأقلمه مع الأجواء الجديدة, وكان متفاهماً إلى ابعد الحدود مع لاعب خط الوسط ناندو, وعن ذلك قال: " الحقيقة أنني كنت متفاهماً مع الجميع, لكن في بعض المباريات قد يجيد أحد اللاعبين تمرير الكرة اكثر من سواه وخاصة ناندو, لكن هذا لا يعني أني أميزه عن غيره مع أني اعترف أن أسلوبه يلائمني ".
ولم تكن الفترة القصيرة التي قضاها ماجر مع فالنسيا كلها " شهر عسل " بل كانت هناك بعض المشاكل البسيطة التي حدثت عندما تعرض لإصابة أبعدته فترة قصيرة عن الملاعب, حيث سرت شائعات مفادها أن النجم الجزائري لن يتكن من العودة للعب مع فالنسيا بعد تلك الإصابة كي لا يتعرض لإصابة جديدة, كما أكد البعض انه يتابع تمارينه كي يحضر نفسه للموسم المقبل.
لكن ماجر رد على تلك الحملات المغرضة قائلاً: " لقد أزعجتني هذه الأكاذيب, وأنا لم أتعرف حتى اليوم على لاعب لا يحب المشاركة في مباريات يوم الأحد, فأنا مثلاً أتوق لارتداء ثياب الرياضة كي أسجل الأهداف وارضي جمهوري, وعدم مشاركتي اللعب في المباريات السابقة تعود لعدم قدرتي على ذلك لذا لا أهتم للشائعات ".
وعندما سئل هل يفضل من المدربين دي ستيفانو أو خيل قال: " افضل الاثنين,لأني كلاعب محترف أحترم أوامر المدرب سواء كان دي ستيفانو أم خيل, وأسعى إلى تطبيق تعليمات المدرب على أرض الملعب كي أحتفظ بثقته بي, وهذه واجبات كل محترف على ما أظن, لذا عندما العب مع التشكيلة لا أفكر إلا في العطاء وفي إفادة الفريق الذي ارتدي ألوانه ".
وأبدى ماجر إعجابه بالكرة الأسبانية ونجومها وقال: " لا شك أن أسلوب الكرة في أسبانيا رائع, وقد أعجبت أيضا بالحماس في المدرجات وهذا وما ينعكس إيجاباً على اللاعب, كما أقدر كبار اللاعبين الأسبان ".
ويذكر أن ماجر سبق وفاز بالكرة الذهبية الأفريقية في موسم 1987 عبر إنجازاته الكبيرة مع بورتو, وأبرزها الفوز بكأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري وكأس " الأنتركونتيننتال " للعام 1987, وكان قد انتقل من نادي الراسينغ الباريسي إلى تور ومنه إلى بورتو, حيث تألق معه بشكل حول إليه أنظار الأندية الكبيرة ومنها بايرن ميونيخ و " الإنتر " حيث نجح الفريق الإيطالي مؤخراُ في تحقيق صفقة انتقاله ليلعب إلى جانب الألماني لوثار ماثيوس.
(وفعلاُ يا أخوان في العام الثاني فاز معه في الدوري الأخير حتى الآن لفريق الإنتر)